والصلاة والسلام على رسول الله
ما جاء في الكهان ونحوهم
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
الكاهن هو الذي يأخذ عن مسترق السمع ، وكانوا قبل المبعث كثيراً . وأما بعد المبعث فإنهم قليل . لأن الله تعالى حرس السماء بالشهب . وأكثر ما يقع في هذه الأمة ما يخبر به الجن أولياءهم من الإنس عن الأشياء الغائبة بما يقع في الأرض من الأخبار ، فيظنه الجاهل كشفاً وكرامة ، وقد اغتر بذلك كثير من الناس يظنون المخبر لهم بذلك عن الجن ولياً لله . وهو من أولياء الشيطان ، كما قال تعالى : ' 6 : 128 ' " ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم " .
روى مسلم في صحيحه،
عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( من أتى عرَّافًاً فسأله عن شيء فصدقه، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً ).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من أتى كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) رواه أبو داود.
. وظاهر هذا الحديث أن الوعيد مرتب على مجيئه وسؤاله ، سواء صدقه أو شك في خبره . فإن في بعض روايات الصحيح "من أتى عرافاً فسأله عن شئ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " .
وللأربعة، والحاكم وقال: صحيح على شرطهما، عن أبي هريرة :
( من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) .
ولأبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود موقوفاً.
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه مرفوعاً:
( ليس منا من تَطير أو تُطير له أو تَكهن أو تُكهن له أو سَحر أو سُحر له، ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) رواه البراز بإسناد جيد، ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله: "ومن أتى.." الخ.
قوله : ليس منا فيه وعيد شديد يدل على أن هذه الأمور من الكبائر وتقدم أن الكهانة والسحر كفر .
قوله : من تطير أي فعل الطيرة أو تطير له أي قبل قول المتطير له وتابعه كذا معنى أو تكهن أو تكهن له كالذي يأتي الكاهن ويصدقه ويتابعه ، وكذلك من عمل الساحر له السحر .
فكل من تلقى هذه الأمور عمن تعاطاها فقد بريء منه رسول الله صلى الله عليه وسلم لكونها إما شركاً ، كالطيرة ، أو كفراً كالكهانة والسحر ، فمن رضي بذلك وتابع عليه فهو كالفاعل لقبوله الباطل واتباعه
: من أتى كاهناً أو ساحراً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وفيه دليل على كفر الكاهن والساحر لأنهما يدعيان علم الغيب وذلك كفر ، والمصدق لهما يعتقد ذلك ويرضى به وذلك كفر أيضاً .
قال البغوي: العراف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك وقيل: هو الكاهن والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل وقيل : الذي يخبر عما في الضمير.
وقال أبو العباس ابن تيمية: العراف: اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق.
وقال ابن عباس –في قوم يكتبون ( أبا جاد) وينظرون في النجوم -: ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق.
قوله :وقال ابن عباس في قوم يكتبون أبا جاد إلى آخره هذا الأثر رواه الطبراني عن ابن عباس مرفوعاً . وإسناده ضعيف . ولفظه " رب معلم حروف أبي جاد دارس في النجوم ليس له عند الله خلاق يوم القيامة " ورواه حمد بن زنجويه عنه بلفظ رب ناظر في النجوم ومتعلم حروف أبي جاد ليس له عند الله خلاق .
فيه مسائل :
الأولى : لا يجتمع تصديق الكاهن مع الإيمان بالقرآن.
الثانية : التصريح بأنه كفر.
الثالثة : ذكر من تُكهن له.
الرابعة : ذكر من تُطير له.
الخامسة : ذكر من سحر له.
السادسة : ذكر من تعلم أبا جاد.
السابعة : ذكر الفرق بين الكاهن والعراف.[[/color][u]