هاميلتون يخطف اللقب في الأمتار الأخيرة

حسم السائق البريطاني لويس هاميلتون (ماكلارين - مرسيديس) لقب بطولة العالم لسباقات فورمولا وان لصالحه، بحلوله خامساً في سباق جائزة البرازيل الكبرى، المرحلة الثامنة عشرة الأخيرة التي تقام على حلبة انترلاغوش في ساو باولو، والتي حقق فيها البرازيلي فيليبي ماسا سائق فريق فيراري المركز الأول.
وعوض هاميلتون بفوزه باللقب العالمي خيبة الموسم الماضي عندما فرط باللقب على هذه الحلبة بالذات، ودخل تاريخ رياضة الفئة الأولى بعدما أصبح اصغر سائق يتوج باللقب (23 عاما و9 أشهر و26 يوماً)، ليتفوق على زميله السابق الإسباني فرناندو ألونسو (رينو حالياً) الذي أحرز اللقب في العام 2005 وهو يبلغ 24 عاماً و59 يوماً.


السباق الأكثر إثارة
ويمكن القول أن هذا السباق كان الأكثر إثارة خلال الموسم الحالي إن لم يكن في تاريخ رياضة الفئة الأولى، حيث أنه وحتى الأمتار الأخيرة كان اللقب لمصلحة ماسا، باعتبار أن هاميلتون كان يحتل المركز السادس، غير أن سائق تويوتا الألماني تيمو غلوك وبينما كان تقنيو وإداريو فريق الحصان الجامح وعائلة ماسا يحتفلون باللقب العالمي، أفسح غلوك أمام هاميلتون الطريق عند المنعطف الأخير قبل خط النهاية، مانحاً إياه المركز الخامس ونقطة إضافية توجته باللقب العالمي الأول ليصبح بذلك أصغر سائق يحمل اللقب العالمي برصيد 98 نقطة، بفارق نقطة واحدة عن ماسا، لينتقل الاحتفال إلى حظيرة ماكلارين – مرسيدس.
وكان هاميلتون قد دخل إلى السباق وهو متقدم على منافسه الوحيد ماسا بسبع نقاط وكان بحاجة أن يحتل المركز الخامس بحد أدنى ليضمن لنفسه اللقب العالمي، ولفريقه اللقب الأول للسائقين منذ العام 1999 عندما أحرز الفنلندي ميكا هاكينن اللقب، والثاني عشر في تاريخ الفريق.
ولم يخرج ماسا خالي الوفاض، فبالإضافة للمركز الثاني في الترتيب العام، نجح السائق البرازيلي بالفوز بالسباق على أرضه وأمام جماهيره التي لم تتوقف على تشجيعه طيلة السباق الذي لطالما قال عنه أنه لا يقل أهمية عن لقب بطولة العالم، كما أكد أحقية فريق فيراري في حصد لقب الصانعين للمرة الثانية على التوالي والسادسة عشرة في تاريخه، بعدما رفع رصيده إلى 172 نقطة، فيما اكتفى فريق ماكلارين - مرسيدس بالمركز الثاني برصيد 151 نقطة، أمام بي ام دبليو - ساوبر (135 نقطة) ورينو (80 نقطة).


الأمطار تؤخر انطلاق السباق
وكان السباق قد تأخر عشر دقائق عن الوقت الرسمي المقرر له بسبب هطول الأمطار الغزيرة ما دفع بمراقبي السباق لتأجيل انطلاقه لإتاحة الفرصة أمام الفرق من أجل استبدال الإطارات، غير أن الأمطار عادت وتوقفت قبل دقيقتين من الموعد الجديد لانطلاقه.
احتل ماسا المركز الأول على خط الانطلاق وحافظ على مركزه في الصدارة معظم دقائق السباق، حيث كانت الصدارة تؤول لمن يليه في الأوقات التي كان يمر بها في مركز الصيانة للتزود بالوقود وتغير إطارات سياراته.
ودخلت سيارة الأمان بعد ثوانٍ قليلة من انطلاقه إثر اصطدام الاسكتلندي ديفيد كولتهارد سائق ريد بول والبرازيلي نيسلون بيكيت جونيور سائق ما أدى إلى خروجهما من السباق، ولتنتهي بالتالي مسيرة كولتهارد (37 عاما) الذي كان يخوض سباقه الأخير بعد أن قرر اعتزال الفئة الأولى.
كولتهارد ينهي مسيرته بطريقة مخيبة
وأمضى كولتهارد 15 موسماً في رياضة الفئة الأولى بدأها في العام 1994 مع فريق وليامس قبل أن ينتقل بعد عامين إلى ماكلارين حيث أمضى تسعة مواسم تحول بعدها إلى ريد بول في العام 2005.
وفاز كولتهارد خلال مسيرته بـ13 سباقاً من أصل 247 شارك بها.
وبقيت سيارة الأمان على الحلبة أربع لفات، بدأ بعدها ماسا بالابتعاد تدريجياً عن ملاحقيه الذين بدأوا بالدخول إلى حظائر فرقهم لاستبدال الإطارات لأن الحلبة كانت قد جفت بشكل شبه كامل.
ونجح هاميلتون بالوصول إلى المركز الخامس بتخطيه للإيطالي جانكارلو فيزيكيلا بعدما كان تخلف إثر دخوله لاستبدال إطاراته.
وعادت الأمطار لتهطل من جديد فاجبر السائقين على الدخول إلى حظائر فرقهم لاستبدال الإطارات ومن جديد ليفقد هاميلتون مركزه بعدما تجاوزه الألماني سيباستيان فيتيل (تورو روسو- فيراري) في أخر لفتين ما يعني أن اللقب ذهب لماسا بحلوله سادساً، لكن هاميلتون عاد وتجاوز غلوك بطريقة غريبة في الأمتار الأخيرة ليصبح اللقب العالمي من نصيبه.
ووصل ماسا إلى خط النهاية أولاً متقدماً على سائق رينو الإسباني فرناندو الونسو، وزميله في فيراري بطل العالم في الموسم الماضي الفنلندي كيمي رايكونن، وهو كان يحتفل بانتصاره المزدوج، لكن سرعان ما تحول فرحه إلى بكاء إثر إخباره بما حصل، ليزرف الدموع على اللقب الضائع.

والفوز هو السادس لماسا هذا الموسم والحادي عشر في مسيرته.


وجاء ترتيب السائقين العشرة الأوائل على الشكل التالي:
1- البرازيلي فيليبي ماسا (فيراري)
2- الاسباني فرناندو الونسو (رينو)
3- الفنلندي كيمي رايكونن (فيراري)
4- الألماني سيباستيان فيتيل (تورو روسو-فيراري)
5- البريطاني لويس هاميلتون (ماكلارين مرسيدس)
6- الألماني تيمو غلوك (تويوتا)
7- الفنلندي هايكي كوفالاينن (ماكلارين مرسيدس)
8- الإيطالي يارنو تروللي (تويوتا)
9- الاسترالي مارك ويبر (ريد بول-رينو)
10- الألماني نيك هايدفيلد (بي ام دبليو ساوبر)
وأصبح الترتيب النهائي لبطولة العالم كما يلي:
1- هاميلتون: 98 نقطة
2- ماسا: 97 نقطة
3- رايكونن: 75 نقطة
4- كوبيتسا: 75 نقطة
5- ألونسو: 61 نقطة
6- هايدفيلد: 60 نقطة
7- كوفالاينن: 53 نقطة
8- فيتيل: 35 نقطة
9- تروللي: 31 نقطة
10- غلوك: 25 نقطة
وأصبح ترتيب الصانعين النهائي كما يلي:
1- فيراري: 172 نقطة
2- ماكلارين: 151 نقطة
3- بي ام دبليو: 135 نقطة
4- رينو:80 نقطة
5- تويوتا:56 نقطة
ماسا: أنا فخور بنتيجتي وبفريقي
وإثر السابق علق ماسا على النتيجة فقال: "لقد قمنا بكل شيء بطريقة مثالية. أنا فخور بنتيجتي في السباق وبفريقي، إضافة إلى فخري بالجمهور الذي قدم إلى هنا لتشجيعي، وكان أمراً أكبر مما توقعته بكثير".
وأضاف: "لقد نجح لويس في تخطي غلوك، وهذا مشهد يعطيك مشاعر متضاربة، لكن هذه هي حال السباقات، والسباق ينتهي عادة عند خط النهاية، نحن انهينا السباق في المقدمة وعلينا أن نفخر بما حققناه".
وتابع: "اعرف كيف أفوز واعرف كيف اخسر. إنه يوم آخر من حياتي، وسأتعلم منه لكنني عاطفي جداً".
وقال: "في بعض الأحيان لا تسير الأمور كما نريدها، هذه هي السباقات، هذه هي الرياضة، لكن علينا أن نكون سعداء بلقب الصانعين لأنه مهم جداً بالنسبة لنا.علينا أن نهنئ لويس لأنه قدم بطولة رائعة، لقد سجل نقاطاً أكثر مني لذا فهو يستحق أن يكون بطلاً. أمل أن نعود إلى هنا في العام المقبل ونفوز باللقب".


هاميلتون: إنه أهم سباق في حياتي
من جهته قال بطل العالم الجديد: " لا استطيع أن اعبر عما اشعر به حالياً، الطريق كان طويلاً قبل الوصول إلى منصة التتويج لقد بذلنا الكثير من التضحيات للوصول إلى هذا الهدف".
وتابع: "عندما بدأ هطول المطر في أواخر السباق لم أتمكن من المحافظة على سرعتي، ولم أكن في وارد المخاطرة، لكنني نجحت في اللفة الأخيرة وعند المنعطف الأخير في تجاوز غلوك ولا استطيع إلا أن اشكر اللـه".
وختم: "لا شك بأنه أهم سباق خضته في مسيرتي حتى الآن، أنا فوق السحاب إنه حلم".


دينيس: هاميلتون يستحق اللقب
في المقابل، أكد رئيس فريق ماكلارين - مرسيديس رون دينيس بأن هاميلتون يستحق اللقب.
وقال دينيس: "استحق لويس اللقب فهو سجل اكبر عدد من النقاط بين جميع السائقين في السنتين الأخيرتين إذا راجعنا إحصائيات السباقات".
واضاف: "يملك لويس موهبة كبيرة إنه أصغر سائق يتوج بطلاً للعالم وقام بهذا الأمر بطريقة رائعة".
وكشف: "نحن سعداء له وفوزه باللقب العالمي ثمرة أتعاب كبيرة بذلناها".